ترند24 - ترند24: حكى أحد الرجال ويقول… بيوم من الأيام كنت بوسيلة للمواصلات كانت تضم أربعة عشر راكبا.
كان بجانبي يجلس شاب ملتحي تبدو عليه سمات الهدى والصلاح، وكانت أمامنا امرأة تتحدث لمن بجوارها وتقول لفظا (ولكنه يأبى أن يطلقني إلا بعدما أتنازل عن كل شيء، نفقتي ومؤخري وكل حقوقي.
فلاحظت ابتسامة خفيفة على شفاه الشاب الملتحي فسألته ممازحا إياه ولكني أريد أن أعلم سبب ابتسامته (أتبتسم لأنك لا تريد لها الطلاق؟!).
فرد علي قائلا (إنني رجل متزوج من أكثر من سبعة سنوات، وحينما قدمت على الزواج والد زوجتي لم يكتب علي لا قائمة ولا مؤخر ولا أي شيء من هذا القبيل.
كل ما قاله لي عندما تقدمت لابنته وارتضى بي زوجا لها أنه من ائتمن على العرض لا يسأل عن المال.
أتعلم يا أخي حينما نطق بهذه الكلمات كان لها أثرا ووقعا جميلا على نفسي، كلما نشب جدال بيني وبين زوجتي تذكرت كلمات والدها فكنت أحمل نفسي وأجلس بجانب المنزل ريثما تهدأ وأهدأ مثلها وينتهي الخلاف بيننا دون تجاوزات أي منا بحق الآخر.
توفي والد زوجتي وكانت كلماته على الدوام حاضرة بذهني، ومع أول خلاف بيننا بعد وفاته كانت زوجتي غاضبة للغاية ومتوترة لدرجة جعلتها ترفع صوتها علي وتجاوزت كثيرا.
تفاجأت برد فعلي عليها لقد ابتسمت في وجهها وأعلمتها بأنها مهما تفعل فلن أعبس في وجهكِ فأنتِ وصية والدكِ لي).
أيقنت حينها أن الحفاظ على بناتنا ليس بكتابة قائمة ولا بكتابة مؤخر عالي وإنما بحسن الاختيار من البداية.