ترند24 - رغم ما تبدو عليه من كونها مجرد أدوات لتحسين المظهر، فإن “فلاتر التجميل” المنتشرة تحمل في طياتها خطرًا نفسيًا جسيمًا.
وقد تتحول إلى كونها أدوات “قاتلة” تهدد سلامة مستخدميها.
يحذر خبراء علم النفس من أن الاستخدام المفرط لهذه الفلاتر، والذي يشهد إقبالًا كبيرًا في مصر والعديد من الدول.
يمكن أن يؤدي إلى الإصابة باضطرابات نفسية خطيرة، قد تصل في ذروتها إلى فقدان الثقة بالنفس بشكل كامل والاكتئاب الحاد.
وقد وتصل إلى التفكير في الانتحار في الحالات القصوى.
انعدام الثقة بالنفس: الشرارة الأولى للخطر
يشير الخبراء إلى أن الدافع الأساسي وراء لجوء الكثيرين إلى فلاتر التجميل هو عدم الرضا العميق عن مظهرهم الخارجي الطبيعي.
سواء تعلق الأمر بملامح الوجه أو شكل الجسم.
في محاولة لإخفاء ما يرونه “عيوبًا”، يجد المستخدمون في هذه التطبيقات وسيلة سهلة لتحقيق صورة مثالية زائفة.
لكن هذه “الهزة” الأولية في الثقة سرعان ما تتطور مع الاستخدام المستمر للفلاتر إلى انعدام كامل للثقة بالنفس.
وبمرور الوقت، يتحول هذا الشعور إلى حالة من الاكتئاب المزمن بسبب عدم الرضا عن المظهر الطبيعي عند مقارنته بالصورة المثالية التي يرونها في المرآة الرقمية.
وتزداد حدة هذه المشاعر عند التعرض لأي انتقادات أو ملاحظات سلبية عند التعامل في الواقع.
ويوضح أحد الخبراء النفسيين هذا الأمر بمثال واقعي: “قد يتعارف شباب عبر منصات التواصل الاجتماعي بناءً على صور ومقاطع فيديو مُحسّنة بالفلاتر.
وعند أول لقاء حقيقي، يصطدم الطرفان بواقع مختلف تمامًا، مما قد يثير استياءً وصدمة لدى البعض.”
وهم “العظمة” والعزلة الاختيارية
تخلق فلاتر التجميل لدى الشباب والفتيات شعورًا زائفًا بالعظمة والجمال المفرط الذي لا يمت للواقع بصلة.
هذه الأدوات تجعلهم يرون انعكاسًا لأنفسهم أجمل بكثير من حقيقتهم.
ونتيجة لذلك، يجد الشاب أو الفتاة نفسه أسيرًا لهذه الصورة المزيفة التي يروجها لنفسه عبر تطبيقات مثل “سناب شات” و”فيسبوك” و”إنستغرام”.
وبشكل تدريجي، يدفعهم هذا الوهم إلى الانزواء في عزلة اختيارية خوفًا من انكشاف الصورة الحقيقية التي تخالف الصورة “المُصدّرة” لأنفسهم للعالم الافتراضي.
أن مستخدم فلاتر التجميل يخلق لنفسه عالمًا افتراضيًا يعيش فيه بمعزل عن الواقع، ويتعامل فيه فقط مع صورته “المُفلترة” أو مع عدد محدود من الأشخاص المقربين.
ويصبح هذا الشخص محملًا بمخاوف وهواجس مستمرة من أن يرى الآخرون صورته الحقيقية غير المُنمّقة.