ترند24 - بعد عقود من البحث المضنى لفهم أصول العناصر الثقيلة في الكون، مثل الذهب الثمين، توصل علماء الفلك إلى اكتشاف مثير يتعلق بالذهب الثمين.
يشير إلى مصدر جديد وغير متوقع لهذه العناصر: النجوم النيوترونية المغناطيسية فائقة القوة.
المشكلة القديمة لأصل الذهب
لطالما اعتقد العلماء أن العناصر الخفيفة كالهدروجين والهيليوم، وكمية ضئيلة من الليثيوم، تشكلت في المراحل الأولى للكون.
بعد الانفجار العظيم قبل حوالي 13.8 مليار سنة.
وفي وقت لاحق، أطلقت النجوم المنفجرة عناصر أثقل مثل الحديد، التي أصبحت جزءًا من النجوم والكواكب الوليدة.
إلا أن توزيع العناصر الأثقل من الحديد، وعلى رأسها الذهب، ظل يشكل لغزًا محيرًا لعلماء الفيزياء الفلكية.
ويقول أنيرود باتيل، الباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة في مجلة رسائل الفيزياء الفلكية: “هذا سؤال جوهري يتعلق بأصل المادة المعقدة في الكون.”
الاكتشاف الجديد المتعلق بالنجوم المغناطيسية
ففي عام 2017، رصد الفلكيون اصطدامًا بين نجمين نيوترونيين أدى إلى موجات جاذبية وانفجار أشعة غاما.
ونتج عن الاصطدام تكوين عناصر ثقيلة كالذهب والبلاتين والرصاصفي ظاهرة تُعرف باسم “كيلونوفا”، والتي كانت تُعتبر بمثابة “مصانع الذهب” في الفضاء.
ولكن، بحسب إريك بيرنز، المؤلف المشارك في الدراسة وأستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة ولاية لويزيانا، فإن معظم عمليات الاندماج هذه حدثت قبل مليارات السنين فقط.
المفاجأة تكمن في تحليل بيانات قديمة، تعود إلى 20 عامًا، جمعتها تلسكوبات ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية.
والتي تشير إلى أن “النجوم المغناطيسية” قد تكون مسؤولة عن إنتاج الذهب في مراحل مبكرة جدًا من عمر الكون، أي بعد حوالي 200 مليون عام فقط من نشأته.
الزلازل النجمية وإنتاج الذهب
والنجوم المغناطيسية هي نوع فريد من النجوم النيوترونية فائقة الكثافة ذات مجالات مغناطيسية أقوى بكثير من أي نجم آخر معروف وتطلق النجوم أحيانًا ومضات شديدة من الإشعاع تُعرف باسم “الزلازل النجمية”.
وهي أحداث مشابهة للزلازل الأرضية ولكنها تحدث نتيجة لتغيرات في الطبقات الداخلية للنجم.
وقد أظهرت الدراسة الجديدة أدلة تشير إلى أن هذه الزلازل النجمية العنيفة يمكن أن تؤدي إلى انبعاثات هائلة من المواد من سطح النجم.
مما يخلق بيئة مثالية لتكوين العناصر الثقيلة، بما في ذلك الذهب.
وللتحقق من هذه الفرضية، قام الفريق بفحص بيانات أشعة غاما الناتجة عن انفجار مغناطيسي قوي وقع في ديسمبر 2004.
وقد وجدوا أن الإشارة التي تم رصدها آنذاك تتطابق بشكل مذهل مع التوقعات النظرية والنماذج التي وضعها الباحثون.
ورغم هذا الاكتشاف المثير، حذرت العالمة إلينورا ترويا من جامعة روما، والتي لم تشارك في الدراسة، من المبالغة في التفسير.
أكدت أن المغناطارات “أجسام فوضوية” وقد تنتج عناصر أخف من الذهب بسبب الظروف الفيزيائية المعقدة بداخلها.
وترى ترويا أن ما تم تقديمه يمثل “مسارًا بديلًا محتملًا لإنتاج الذهب، وليس اكتشافًا لمصدر جديد مؤكد.”
اقرأ المزيد: أستراليا تُبحر نحو المستقبل: إطلاق أكبر سفينة كهربائية في العالم صديقة للبيئة