ترند24 - يُعد يوم الأطفال (Kodomo no Hi – 子供の日) في اليابان احتفالًا وطنيًا بهيجًا يُقام في الخامس من مايو من كل عام. لا يقتصر هذا اليوم على اللهو والمرح، بل يحمل في طياته معاني عميقة تتعلق بتكريم الأطفال وتقدير نموهم الصحي وسعادتهم، وتعبر فيه الأسر عن خالص تمنياتها لهم بحياة مليئة بالنجاح والازدهار.
تاريخ وتقاليد عريقة
يعود الاحتفال بيوم الأطفال في اليابان إلى قرون مضت، حيث كان يُعرف سابقًا باسم “تانغو نو سيكو” (Tango no Sekku – 端午の節句)، وهو أحد الأعياد الموسمية الخمسة الهامة في اليابان. كان يُحتفل به تقليديًا لتكريم الأولاد الذكور والصحة الجيدة للعائلة. ومع مرور الوقت، تم توسيع نطاق الاحتفال ليشمل جميع الأطفال، ليصبح “يوم الأطفال” كما نعرفه اليوم.
مظاهر الاحتفال والرموز
تتزين المنازل والشوارع في يوم الأطفال برموز مميزة تعبر عن القوة والصحة والتطلعات المستقبلية:
كوي نوبوري (Koinobori – 鯉のぼり): وهي عبارة عن ألوان على شكل سمك الشبوط ترفرف في الهواء. يُنظر إلى سمك الشبوط في الثقافة اليابانية على أنه رمز للقوة والشجاعة والمثابرة، لقدرته على السباحة عكس التيار.
ترفع العائلات هذه الألوان بعدد أفراد الأسرة من الأطفال، مع تخصيص لون وحجم مختلف لكل طفل.
كابوتو (Kabuto – 兜) ويوروي (Yoroi – 鎧): تعرض بعض العائلات خوذات ودروعًا صغيرة للساموراي، ترمز إلى القوة والحماية والصحة الجيدة للأطفال.
دمى الجنود: تُعرض دمى تمثل الجنود الأسطوريين والشخصيات التاريخية الشجاعة، كرمز للشجاعة والطموح.
إيريس (Iris – 菖蒲): تُستخدم أوراق نبات الإيريس في تزيين المنازل والاستحمام بها، حيث يُعتقد أنها تطرد الأرواح الشريرة وتجلب الصحة الجيدة.
احتفالات عائلية ومجتمعية
يُعتبر يوم الأطفال مناسبة مهمة للتجمعات العائلية. تحتفل الأسر بأطفالها من خلال:
تحضير وتناول أطباق خاصة: تشمل الأطباق التقليدية في هذا اليوم “كاشيوا موتشي” (كعك الأرز المحشو بعجينة الفول وملفوف بأوراق البلوط) و “تشيماكي” (أرز دبق ملفوف بأوراق الخيزران أو القصب).
زيارة الحدائق والمتنزهات: تكتظ الحدائق والمتنزهات بالعائلات التي تستمتع بالطقس الجميل ومشاهدة ألوان الكوي نوبوري ترفرف في السماء.
تقديم الهدايا: يقدم الأهل والأقارب الهدايا للأطفال تعبيرًا عن حبهم وتمنياتهم لهم.
المشاركة في فعاليات مجتمعية: تنظم العديد من المجتمعات المحلية فعاليات خاصة للأطفال، تتضمن الألعاب والأنشطة الترفيهية والعروض الثقافية.
رسالة اليوم
يحمل يوم الأطفال في اليابان رسالة قوية تؤكد على أهمية الأطفال ودورهم في بناء المستقبل. إنه يوم لتذكير المجتمع بمسؤوليته تجاه توفير بيئة آمنة وداعمة لنموهم وتطورهم. كما أنه فرصة للأطفال ليشعروا بالحب والتقدير والاهتمام من قبل أسرهم ومجتمعهم.
في الختام، يُعد يوم الأطفال في اليابان أكثر من مجرد عطلة. إنه احتفال بالبراءة والأمل والطموح، وتعبير عن أعمق التمنيات للأطفال بحياة سعيدة ومزدهرة، ومناسبة لتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية.