ترند24 - في عام 1260 م، شهدت الإمبراطورية المغولية حدثًا بالغ الأهمية تمثل في تتويج قوبلاي خان (حفيد جنكيز خان) كحاكم جديد لها.
لم يكن هذا التتويج مجرد انتقال للسلطة، بل كان نقطة تحول حاسمة أثرت بشكل كبير على مستقبل الإمبراطورية المغولية ومسار التاريخ الآسيوي.
خلفية التتويج وصراع السلطة
بعد وفاة الخان الأعظم مونكو خان عام 1259، نشأ صراع على السلطة بين شقيقيه قوبلاي وأريق بوقا. كان قوبلاي يتمتع بدعم كبير في المناطق التي حكمها في الصين، بينما كان أريق بوقا يتمتع بنفوذ أكبر في قلب الإمبراطورية في منغوليا.
في عام 1260 م، قام قوبلاي خان بعقد مجلس كوريلتاي (مجلس مغولي تقليدي) في كايبينغ (شانغدو لاحقًا) وأعلن نفسه الخان الأعظم. لم يعترف أريق بوقا بهذا التتويج، مما أدى إلى حرب أهلية استمرت عدة سنوات.
أهمية تتويج قوبلاي خان
بداية انقسام الإمبراطورية: على الرغم من أن قوبلاي خان تمكن في النهاية من هزيمة أريق بوقا، إلا أن فترة الصراع هذه أضعفت وحدة الإمبراطورية المغولية. بدأت الخانات الإقليمية الأخرى (مثل القبيلة الذهبية وخانات الجاغاطاي والإيلخانات) في التأكيد على استقلاليتها بشكل متزايد، مما أدى تدريجيًا إلى تفكك الإمبراطورية الموحدة.
التحول نحو الصين
كان قوبلاي خان مهتمًا بشكل كبير بالشؤون الصينية، حيث قضى معظم حياته هناك وتأثر بالثقافة الصينية. بعد تتويجه، نقل عاصمته إلى خانباليك (بكين حاليًا) وأسس سلالة يوان الصينية عام 1271، مما يشير إلى تحول مركز الثقل للإمبراطورية المغولية نحو الشرق.
توسيع النفوذ المغولي في الصين: تحت حكم قوبلاي خان، تمكن المغول من إكمال غزو الصين بسقوط سلالة سونغ الجنوبية عام 1279. وحد قوبلاي خان الصين لأول مرة منذ قرون، مما عزز قوته ونفوذه في المنطقة.
التأثير الثقافي والاقتصادي
شهدت فترة حكم قوبلاي خان ازدهارًا ثقافيًا واقتصاديًا في الصين والمناطق الخاضعة لنفوذه. شجع التجارة والفنون والعلوم، واستقبل الرحالة الأجانب مثل ماركو بولو.
في الختام
كان تتويج قوبلاي خان عام 1260 م حدثًا محوريًا في تاريخ الإمبراطورية المغولية.
على الرغم من أنه شهد بداية انقسام الإمبراطورية الشاسعة، إلا أنه أرسى أيضًا حكمًا قويًا ومؤثرًا في الصين، مما أثر بشكل كبير على التطور السياسي والثقافي والاقتصادي في شرق آسيا. يظل قوبلاي خان شخصية بارزة في التاريخ المغولي والصيني، وحكمه يمثل حقبة فريدة من التفاعل بين الثقافات المختلفة.