ترند24 - في خطبة الوداع الخالدة، تلك اللحظة الفارقة في تاريخ الأمة الإسلامية وأعظم محفل عبادي على مر العصور، سطّر سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وصية غالية وثمينة لأتباعه: «..أَلَا وَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ..». [أخرجه الترمذي] وفي رواية مسلم، أكد النبي صلى الله عليه وسلم على عظم مسؤولية الرجال تجاه النساء بقوله: «..فَاتَّقُوا اللهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللهِ، وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ..».
بهذه الوصية النبوية السامية، أراد النبي الكريم صلى الله عليه وسلم أن يحفظ المجتمع الإسلامي بأسره من خلال صيانة المرأة وتكريمها ورفع مكانتها؛ فهي شقيقة الرجل وشريكته في الحياة، وهي الركن الأساسي وقوام الأسرة المسلمة.
ولأهميتها وعظيم دورها، خصّها النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الوصية المؤكدة في خطبة الوداع، ليبيّن بذلك نظرة الإسلام الراقية والسامية للمرأة وللعلاقة الأسرية التي اعتبرها القرآن الكريم آية من آيات الله ونعمة تستوجب الشكر والتقدير.
ذكّر النبي صلى الله عليه وسلم الأزواج بأن نساءهم هن أمانات في أعناقهم، وأن حق الأمانة يقتضي حفظها وصيانتها والقيام على مصالحها وتلبية احتياجاتها.
وربط النبي صلى الله عليه وسلم في وصيته الغالية بين معاملة المرأة وتقوى الله سبحانه وتعالى، فالتقوى هي جوهر الدين الإسلامي وتتجلى في امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه في كل جوانب الحياة، بما في ذلك العلاقة مع الزوجة.
وقوله صلى الله عليه وسلم: «وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللهِ» يحمل دلالة عظيمة على أن الميثاق الذي أُحلت به العلاقة الزوجية هو ميثاق عظيم وغليظ، وهو عقد مبارك يجب أن تكون معاملة الرجل لامرأته وحسن عشرتها على قدر عظم هذا الميثاق وقوته.
إن هذه التوجيهات والقيم هي أمور أصّلها الإسلام في نفوس أتباعه منذ فجر الدعوة، وأكدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبة الوداع لتظل نبراسًا يهتدي به المسلمون في تعاملهم مع النساء عبر العصور والأجيال.
اقرأ المزيد: صيام الأيام البيض وست شوال كصيام الدهر