ترند24 - حذرت دراسات علمية حديثة من خطر خفي يهدد الصحة الإنجابية للنساء، يتمثل في التعرض اليومي لمواد كيميائية موجودة في العديد من المنتجات الاستهلاكية الشائعة.
وتؤكد الأبحاث أن هذه المواد الكيميائية المعطلة للغدد الصماء (Endocrine Disrupting Chemicals – EDCs)، والتي يطلق عليها “المعطلات الهرمونية”، لها تأثيرات سلبية خطيرة على قدرة المرأة على الإنجاب، بدءًا من مرحلة النمو الجنيني وحتى سن اليأس.
تتسلل هذه المواد الضارة إلى حياتنا اليومية عبر استخدامنا للعبوات البلاستيكية، ومستحضرات التجميل المختلفة، ومنتجات التنظيف المنزلية.
وتكمن خطورتها في قدرتها على محاكاة تأثير الهرمونات الطبيعية في الجسم، مما يؤدي إلى إرباك وتعطيل التوازن الدقيق للجهاز الصماوي المسؤول عن تنظيم العديد من الوظائف الحيوية، بما في ذلك الصحة الإنجابية.
تحذر البروفيسورة مارغوري فان ديرسن بشدة من الآثار التراكمية لهذه المواد الكيميائية، خاصة على صحة المرأة الإنجابية على المدى الطويل.
وقد كشف مشروع FREIA البحثي، الذي شاركت في قيادته، عن نتائج مقلقة توضح كيف يمكن لهذه المواد أن تحدث خللًا واضطرابات في الجهاز التناسلي الأنثوي منذ المراحل الجنينية المبكرة.
وتشير الأبحاث إلى أن التعرض لهذه المواد الكيميائية، حتى بتركيزات منخفضة غالبًا ما تعتبر “آمنة”، يمكن أن يؤدي إلى سلسلة من المشاكل الصحية التي تبدأ بالبلوغ المبكر للفتيات، مرورًا بانخفاض مخزون البويضات لدى النساء في سن الإنجاب، وصولًا إلى تقليل فرص نجاح عمليات الإخصاب المساعد.
والأكثر إثارة للقلق هو أن بعض هذه التأثيرات الضارة قد تكون دائمة ولا رجعة فيها، حيث يمكن للتعرض لهذه المواد في المراحل المبكرة من حياة المرأة أن يترك بصماته السلبية حتى عند بلوغها سن الإنجاب.
وتزداد مخاطر التعرض لهذه المواد الكيميائية لدى النساء العاملات في بعض المهن التي تتطلب تعاملًا يوميًا مع منتجات تحتوي على تركيزات عالية منها، مثل العاملات في صالونات التجميل ومقدمات خدمات التنظيف.
كما تمثل النساء الحوامل شريحة حساسة بشكل خاص، حيث يمكن لتعرضهن لهذه المواد أن يؤثر سلبًا ليس فقط على صحتهن الإنجابية، بل قد يمتد تأثيرها إلى الأجيال القادمة أيضًا.
وفي مواجهة هذا التحدي الصحي الكبير، يعمل اتحاد EURION البحثي الدولي على تطوير أدوات أكثر دقة وفعالية للكشف عن هذه المواد الكيميائية الضارة وفهم آليات عملها وتأثيراتها على الجسم.
وقد أسفرت هذه الجهود حتى الآن عن تطوير مجموعة من الاختبارات المتقدمة التي قد تساعد في تقييم المخاطر بشكل أفضل ووضع معايير أكثر صرامة لتنظيم استخدام هذه المواد في المنتجات الاستهلاكية.
لكن الخبر السار هو أن هناك خطوات عملية وملموسة يمكن لكل امرأة اتخاذها للحد من مستوى تعرضها لهذه المواد الكيميائية الضارة في حياتها اليومية.
فمن خلال زيادة الوعي الاستهلاكي واختيار المنتجات بعناية فائقة، يمكن تقليل المخاطر الصحية بشكل كبير.
كما أن إجراء تغييرات بسيطة في العادات اليومية، مثل تجنب تسخين الطعام في العبوات البلاستيكية، أو غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لإزالة أي بقايا كيميائية، قد يحدث فرقًا كبيرًا في الحد من التعرض لهذه المواد.
ويؤكد العلماء أن المعرفة هي السلاح الأقوى في هذه المعركة الصحية. فكلما زاد وعي المجتمع بمخاطر هذه المواد الكيميائية الخفية، زادت القدرة على اتخاذ قرارات مستنيرة لحماية الصحة الإنجابية للمرأة في الوقت الحاضر وللأجيال القادمة في المستقبل.
اقرأ المزيد: “قاتل صامت” في منزلك! احذر الشموع المعطرة