ترند24 - في عام 1997، أبصرت النور مالالا يوسفزاي في وادي سوات الخلاب في باكستان، لتبدأ رحلة استثنائية شغفًا بالتعلم والمعرفة منذ نعومة أظفارها.
لكن حلم مالالا بالتعليم اصطدم بواقع مرير عندما سيطرت حركة طالبان المتطرفة على منطقتها وفرضت حظرًا قاسيًا على تعليم الفتيات، محاولة حرمان جيل كامل من حقهن الأساسي في المعرفة.
إلا أن روح مالالا الوثابة وإيمانها الراسخ بحق الفتيات في التعليم كانا أقوى من تهديدات الظلام.
لم تخضع مالالا للخوف ولم تتوقف عن رفع صوتها والدفاع بشجاعة عن حقها وحق غيرها من الفتيات في التعلم، حتى في ظل المخاطر المحدقة.
وفي عام 2012، دفعت مالالا ثمن نضالها غالياً، حيث تعرضت لمحاولة اغتيال بشعة بإطلاق نار استهدف رأسها وهي في طريق عودتها من المدرسة، في محاولة لإسكات صوتها وإخماد شعلة تعليمها.
لكن العناية الإلهية أرادت لمالالا حياة أخرى ورسالة أسمى. نجت مالالا بأعجوبة من هذا الهجوم الوحشي، لتتحول من فتاة باكستانية شجاعة إلى رمز عالمي للمقاومة والتصميم والإصرار على الحق.
وفي عام 2014، سطع نجمها في سماء الإنسانية بحصولها على جائزة نوبل للسلام، لتصبح أصغر فائزة بهذه الجائزة المرموقة على الإطلاق، تكريمًا لنضالها من أجل تعليم الأطفال وحقوقهم.
لم تتوانَ مالالا بعد حصولها على الجائزة عن مواصلة نضالها الدؤوب من أجل التعليم والمساواة بين الجنسين في جميع أنحاء العالم.
أسست مؤسستها العالمية “صندوق مالالا” (Malala Fund)، التي تسعى جاهدة لتمكين الفتيات في كل زاوية من زوايا العالم من الحصول على فرص تعليمية آمنة وعادلة، وتحقيق أحلامهن وطموحاتهن.
إن قصة مالالا يوسفزاي هي درس عظيم وملهم لنا جميعًا، تعلمنا أهمية الوقوف بثبات في وجه الظلم والتمسك بالحقوق الأساسية مهما عظمت التحديات وتكاثرت المخاطر.
إنها تذكرنا بقوة الصوت الواحد وتأثير الإصرار والعزيمة في تغيير العالم نحو الأفضل.
اقرأ المزيد: هيلين كيلر: نور الأمل الذي أضاء العالم.. العمى والصمم لم يوقفا مسيرة أسطورة الإرادة